تقارير

أسامة الرفاعي يرد حيال الجدل الراهن حول وفاة مؤسسة جماعة القبيسيات

حمص بوست |متابعات : أشعل وفاة داعية سورية، جدلاً واسعاً بعد تقديم شخصيات سورية معارضة، التعزية بها، ومن ابرزهم الشيخ أسامة الرفاعي، والمعارض والسياسي السوري احمد معاذ الخطيب، إضافةً إلى الدكتور عبدالكريم بكار، عبر صفحاتهم الرسمية على موقع فيسبوك، ما آثار ازعاج شريحة واسعة من السوريين، خصيصاً مع انتشار فيديوهات سابقة لجماعة القبيسيات الدينية، خلال الحملة الانتخابية للنظام الأسد، ولقاءات جرت بين الجماعة والأسد في دمشق.

ليردّ الشيخ أسامة الرفاعي، مفتي الجمهورية العربية السورية، ورئيس المجلس الإسلامي السوري، حول الجدل  الراهن بعد وفاة، منيرة القبيسي، مؤسسة جماعة “القبيسيات” الدعوية في مناطق سيطرة نظام الأسد في سوريا.

حيث قال الشيخ الرفاعي قال انه “لا ينبغي في الحكم على الناس بالمصادر المشبوهة، بل ينبغي اتباع منهج الجرح والتعديل، فنأخذ الأخبار ممن يعرف الحقيقة ويتقي الله تبارك وتعالى”.

وأوضح الرفاعي بالقول “أحدثكم عما أعلمه يقيناً، فقد بدأت الحجة منيرة، في الستينات بالعمل الدعوي بهمة عالية في الوسط النسائي، وتنامت حركتها بشكل هائل، والذي أعرفه عن الحجة منيرة أنها أرسلت إلى كبار علماء دمشق عدداً من طالبات العلم وطلبوا العلم منهم (من وراء ستار)، حيث أخذوا علوم الشرع واللغة وسائر العلوم الإسلامية منذ سنوات طويلة فصار لدى الحجّة “منيرة” عدد من العالمات بما يكفي أن يكفّ الجماعة عن الزيغ والضلال أو الوقوع في الحرام أو مايخالف شرع الله تبارك وتعالى”، وفق ما اوردته شبكة آرام ميديا

وتابع الرفاعي و “لما كبرت الجماعة استطاع وزير الأوقاف” محمد السيد” اختراق هذه الجماعة عبر قريبة له تسمى، سلمى عيّاش، والتي كانت من كبار الجماعة، ففتنها عن دينها وأقنعها بأفكار النظام وسلوكه، فانضمت إليه وانضم معها قرابة الألف من أتباعها، وانشقوا عن جماعة الحجّة منيرة، وأصبحن شبيحات للنظام، وهؤلاء لم يؤثرن على منهج الجماعة، لأن الجماعة تتكون من عشرات الألوف بل مئات الألوف من الأعضاء المنتشرين في دمشق، وفي كل بلدان العالم، وفيهن عالمات متقنات”.

وأردف الشيخ الرفاعي، أن “الحجة منيرة، كانت في صغرها وقبل أن يكون لها جماعتها الخاصة، من جماعة كفتارو، وأخذت عنه الطريقة النقشبندية ولكن، لم تكن تعطي هذه الطريقة لأحد من أتباعها وطلابها لأنها لم تعد مقتنعة بنشر أي طريقة من الطرق الصوفية، وكانت صوفية المنهج وتعتني بقضية التزكية والتربية وصلة القلوب بالله تعالى، وكثرة الأذكار ولم ينقل عنها أي مخالفات لشرع الله تبارك وتعالى، وهكذا كانت جماعتها تعنى بالتزكية؛ دون الانتساب لأي طريقة صوفية”، بحسب آرام ميديا

وعن تبعيتها لنظام الأسد أوضح الرفاعي، “كل ما يقال عنها أنَّها من جماعة النظام، والله العظيم كل هذا افتراء عليها، والله تبارك وتعالى يحاسب وسوف يسأل كل من يفتري هذا الافتراء، أو ينقل هذا الافتراء والتلويح به”، لافتاً إلى  أنَّ “هذه الجماعة لا علاقة لها بالنظام ولا تشتغل بالسياسة، باستثناء هذه المرأة التي انشقت عن جماعتها ومعها حوالي الألف من الشبّيحات، وهنّ لا يساوين إلا شيئاً ضئيلاً جداً من جسم ومكونات الجماعة الكبرى للحجة منيرة”.

ونوَّه “أنا أتحدى أيّ إنسان أن يأتي بكلمة واحدة ينقلها عن الحجة منيرة في تأييد النظام، أو حتى عن الآنسات الكبيرات في الجماعة عندها، وأنا أعلم تماماً أنهنّ بعيداتٌ كلّ البعد عن النظام وأزلامه، ويغلب عليهنّ الاستغراق الكامل في خدمة الدعوة الإسلامية وفي الجماعة من المتخصصات الكبار في الإدارة والتنظيم، وقد نُظمت الجماعة بشكل رائع جداً وانتشرت في العالم كله”،وفق تقرير لشبكة آرام ميديا.

وقال أنه “من الطبيعي أن تكون حركة كبيرة جداً بهذا الحجم يصعب السيطرة عليها كما لو كانت جماعة صغيرة، وكما تعلمون أن هذا يحصل للجماعات الإسلامية، وغير الإسلامية، ولكن الأخطاء تقع من الأطراف وليس من صلب الجماعة وليس من منهج الجماعة”.

وبيّن الرفاعي “فمثلاً ورد أن بعض الآنسات من أطراف الجماعة يشجعن النساء على عدم الزواج، وكنت قد نبهت على هذه الأفكار حتى يوصِلوها للحجة منيرة فأقسموا لي بالله أنه ليس من منهج الجماعة، ولا يؤيدونه بشكل من الأشكال، بل يستنكرونه وأنه خطأ وقعت فيه فلانة وفلانة”

وأشار إلى أنه “لا ينبغي أن نظلم الناس وهذه الجماعة ولا الحجة منيرة. أنا أقول لكم هناك بعض الأخطاء ولكن من الأطراف أو أطراف الأطراف البعيدة والمتأخرة جداً في الانتماء للجماعة، أما صلب الجماعة فهو سليم،وهذا شأن كل الحركات الإسلامية وغير الإسلامية، فلماذا توجه السهام لهذه الحركة لإسقاطها؟”،بحسب آرام.

وختم الشيخ الرفاعي بالقول: “هل نتحمل عند الله تعالى سقوط هذه الجماعة واضمحلالها، هل نتحمل ذلك بين يدي الله تبارك وتعالى إذا كنا نبهتهم في أمور لم يعتقدوها ولم ينشروها بين جماعتهم، فلنتق الله ونتواصى بهذا، ولنا وقفة بين يدي الله تبارك وتعالى عن كل كلمة نكتبها أو نقولها، والقلم أحد اللسانين”.

يذكر أنَّ رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا منشور الشيخ أسامة الرفاعي، وتباينت الآراء بين معارض ومؤيد حول تقديم التعزية من قبل مفتي الجمهورية ورئيس المجلس الإسلامي للداعية، عقب خروج تنظيمها في حملة تأييد في انتخابات نظام الأسد الأخيرة.

وكانت الداعية “منيرة القبيسي” قد توفيت في يوم الأحد الماضي، في 25 من كانون الأول ديسمبر 2022 الجاري، عن عمر يناهز الـ 93 عاماً، يذكر أن منيرة، أسست مجموعة دعوية أطلقت عليها اسم القبيسيات الدينية النسائية، وتنتشر في مناطق مختلفة في سوريا، وتتخذ من دمشق مركزاً رئيسيّا لها، وفق وسائل إعلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى